السبت، 28 نوفمبر 2015

الطاقة السلبية


 

الطاقة السلبية و كيف تؤثر في حياتك

 
 
 


نحن نعلم أن كل شيء يجذب إليه ما يشبهه: الأزهار وعطورها تجذب الفراشات، والأوساخ وروائحها تجذب الذباب.. وكما يقال يا مثلنا تعال لعندنا... هكذا نجد أن الأشخاص الإيجابيين ينجذبون للطاقة الإيجابية، والأشخاص السلبيين ينجذبون للطاقة السلبية.

نحن نميل لاعتبار الطاقة السلبية شيئاً موجوداً عند الآخرين... بالتأكيد، أحياناً نشعر بالسلبية ونصرخ قائلين: إذهبوا جميعاً واتركوني وحيداً في هذه الدنيا!!.... لكن هل تعلم أن السلبية قد تكون متشربة متغلغلة فيك فتستمر دون أن تلاحظ وجودها؟

سبب ذلك هو أن السلبية ترتدي أحياناً قناعاً تنكرياً يدعى "الواقع".. من السهل أن تبرر بأنك "شخص واقعي فحسب" عندما لا تجرؤ على العمل لتحقيق حلم ما أو الإيمان به!

قد تفترض أن الأشخاص الإيجابيين ليسوا واقعيين، أنهم ساذجين بسيطين، أنهم ينكرون الواقع ويدفنون رؤوسهم في الرمل، أنهم يظهرون الابتسامات المزيفة عندما يواجهون الصعوبات وغير ذلك... لكن، هل هم حقاً مغفلين سعيدين أم أن هناك شيئاً وراء إيجابيتهم؟

خذ هذا بعين الاعتبار: منذ متى صارت "الواقعية" تعني حتمية أن الأمور ستصبح خاطئة وسيئة وأن عليك القبول بأن ذلك هو الحقيقة؟ ..إن ذلك لا يعني بأن "كونك واقعي" هو أن تكون سلبياً تلقائياً..

عندما ترى العالم من وجهة نظر "واقعية" فلن تقدر إلا أن تكون سلبياً إذا كانت نسختك من الواقع سلبية.

إذا كانت نسختك من الواقع سلبية، فقد تم تكييفك وتشفيرك لتعتقد أن أي شيء يمكن أن يصبح خاطئاً سيصبح خاطئاً، وأي شيء يمكن أن يصبح صحيحاً سيصبح غالباً خاطئاً أيضاً... معتقداتك التي تحملها دون وعي تجعلك شخصاً سلبياً حتى دون أن تدرك ذلك!

لذلك، إذا كانت هذه السلبية متشربة فيك كثيراً بحيث لا تلاحظ وجودها، كيف ستقرر ما إذا كنت عالقاً في غيمة من الطاقة السلبية التي تجذب إليك الأشخاص السلبيين والحالات السلبية والمشاعر السلبية؟ وكيف تتأكد من أنك لا تحافظ على تلك السلبية واستمرارها في حياتك؟


إليك اختباراً سريعاً لتقيس مستوى الطاقة السلبية داخلك:

1- هل تتذمر؟ طوال الوقت أم فقط في بعض الأحيان؟
2- هل تناقش وتتحدث كثيراً عن الأشياء الخاطئة في العالم أكثر من الأشياء الصحيحة؟ هذا يتضمن: الطقس السيء المزعج، السير المزدحم الخانق، الحاكم والحكومة المستبدة الغبية، الاقتصاد الراكد والعملة المنهارة، الأقرباء الحاسدين والحاقدين... إلخ
3- هل تنتقد؟ طوال الوقت أم فقط بعض الناس؟
4- هل تنجذب لمسرحيات العواطف والدراما والكوارث؟ (هل تقدر على فك التصاقك بالتلفاز عندما يكون هناك خبر جديد عن حرب أو كارثة ما، وهل تستطيع تجنب الانشغال بتفاصيل حياة المشاهير التافهة؟؟)
5- هل تلوم؟ طوال الوقت أم فقط في بعض الحالات؟
6- هل تعتقد أنه ليس عندك سيطرة على معظم نتائج حياتك؟
7- هل تشعر بأنك ضحية؟ هل تتحدث عن أشخاص يقومون بأشياء وأفعال تجاهك؟
8- هل أنت ممتن لما هو موجود، أو هل ستكون ممتناً عندما تبدأ الأشياء أخيراً تصبح صحيحة مناسبة لك؟
9- هل تشعر بأن الأشياء تحدث لك؟ أم أنك تشعر أنها تحدث من خلالك؟


آخر نقطتان مهمتان:

إذا لم تكن ممتناً إلا عندما تكون الأمور صحيحة فأنت سلبي.

الامتنان شيء إيجابي دائماً.. إذا كنت ممتناً لما هو موجود (بما فيه من دروس مدرسة الحياة المزعجة أحياناً) ستقدر على دعوة وجذب المزيد والمزيد من الطاقة الإيجابية إلى حياتك.

اعتقادك بأن الأشياء تحدث لك يضعك دوماً في دور الضحية، عندها من السهل أن تكون سلبياً لأنه من السهل والمريح الاستسلام والتخلي عن تلك القدرة والمقدرة... لذلك خذ هذا البديل بعين الاعتبار:
ماذا أو من ستلوم عندما تحدث لك الأشياء الجيدة؟ هل تقرّ بأنك أنت المسؤول عن الأشياء الجيدة، مثلاً عندما تعمل بجد وتكسب ما تريد.. إلخ، لكنك تلوم أشخاص أو أحداث خارجية بأنها سبب فشلك؟؟ فكيف إذاً عندما تحدث الأشياء الجيدة تعتبر أنها نتيجة لما تفعل، بينما الأشياء السيئة ليست خطأك أنت؟

لا أحد يحب سماع ذلك... ويحتاج الأمر كثيراً من الشجاعة حتى تقبل أنك أنت من يصنع حياتك وتجاربها!!


إذا كان جوابك هو "نعم" لأي من الأسئلة السابقة، فأنت متمسك بالطاقة السلبية إلى درجة ما! ..لكي تنظف الطاقة السلبية وترفع مستوى ذبذبات حياتك، تحتاج لإعادة تدريب نفسك على اختيار موقف إيجابي.


وإليك هنا فكرة جميلة أخرى ضعها في بالك: هل لاحظت أن الأشخاص الإيجابيين يبدو أنهم يحصلون على ما يريدون من الحياة، وحتى لو لم تجري الأمور كما يريدون تراهم مع ذلك في حياتهم يستمتعون.. بينما الأشخاص السلبيين يأنون وينتحبون من سوء حظهم ويتذمرون حتى من الأشياء الجيدة في حياتهم؟


لتنظيف الطاقة السلبية، جرب هذه الطريقة المكونة من ثلاث خطوات:

1- كن أنت المسؤول والملك على نفسك: عندما تفكر بأن كل شيء ناتج عن خطأ شخص غيرك، ستعاني كثيراً... وعندما تدرك أن كل شيء ينبع فقط وتحديداً منك أنت، ستتعلم السلام والسعادة.

2- أوقف الأفكار السلبية واستبدلها بأفكار إيجابية: هذا يحتاج منك التدريب والإخلاص وأخذ قرار واضح بأن ترى العالم بعيون "ماذا يمكن أن يصبح صحيحاً" بدلاً من "ماذا يمكن أن يصبح خاطئاً".... عليك أن تتأمل وتراقب وأن تمسك نفسك في أي لحظة تتكلم أو تتصرف فيها انطلاقاً من السلبية، وتغيّر التردد والفعل ونبرة الصوت فوراً.

3- استخدم طرق التأمل والتخيل لتنظيف طاقتك وجلب المزيد من النور والحب إلى حياتك.... تخيل النور الإيجابي بدل الانسحاب وراء السلبية... تغلّب على التكييف والتشفير الماضي.... فكر انطلاقاً من الحدس ومن الروح بدلاً من "الواقع".... اصنع واقعاً جديداً ترغب به في مخيلتك وقم بتجسيده في العالم الخارجي..
لا أحد يرغب أن تملأ الطاقة السلبية حياته، ومع ذلك نجد الكثيرين يسمحون بذلك.. لكننا نسمح لها دون وعي، اعتماداً على تشفير ماضي يقترح نتيجة واحدة حتمية لحالات محددة.... عندما تتغلب على ذلك التشفير وتدرك أن المستقبل ليس منقوشاً في حجر ما، بل أنت عندك قدرة وسيطرة على ظروفك وواقعك أكثر مما تعتقد، عندها تستطيع البدء بالتصميم الواعي لحياتك.


ماذا سيحدث عندها؟

طاقتك الإيجابية ستجذب مغناطيسياً ما تعتبره أنت جيداً وصحيحاً بالنسبة لك: أشخاص، أحداث، حالات، مشاعر، أشياء... وستلاحظ ازدياداً هائلاً في سعادتك وسلامك الداخلي.
لماذا لا تختار الطاقة الإيجابية؟... اصنع بعض التغييرات داخلك، وسترى بسرعة تغييرات إيجابية في حياتك... مستمتعاً بالمشاعر الجميلة والنعمة والوفرة والبركة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق